نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142
هذه الأرض التي نعيش عليها.
لا أقول: إنه ليس لتلك الكواكب والمجرات إلا
هذا الدور، فذلك خارج اختصاصي، بل خارج اختصاصنا جميعا.. لكني أقول: إن هذا الضبط
الدقيق للكون متناسب تماما مع حاجات الحياة في كوكبنا، ولو اختل لاختلت الحياة
جميعا.. وهذا وحده كاف في الدلالة لا على الإبداع والدقة فقط، وإنما على الرعاية
أيضا، فخالق هذا الكون فعل كل هذا، لأجلنا، وأجل راحتنا وطمأنينتنا وسعادتنا.
فعندما نتفحص الكون عن كثب ندرك أن القوانين
الكونية الأساسية والمقاييس الفيزيائية الحسّاسة، وحتى أصغر الكميات وأدقها
الموجودة في الكون قد قيست ووضعت في موضعها المناسب وفق ميزان دقيق للغاية..
والمحير في هذه القوانين أنها موضوعة وموزونة في الكون كي تؤدي دورها في وجود
الإنسان ككينونة ثابتة في الوجود.
فهذه القوانين الكونية مثل سرعة تمدد الكون،
وموقع كوكبنا في مجرة درب التبّانة، ونوع الضوء القادم من الشمس، وحتى درجة
انسيابية الماء ومقدارها، والمسافة التي تفصل القمر عن كوكبنا، وكذلك مكونات
الغلاف الجوي ونسبها، والعديد من القوانين الأخرى كلها عوامل وجدت ووضعت وفق
معايير تناسب حياة الإنسان، وأي خلل في أحد هذه القوانين مهما كان ضئيلا يعني
استحالة وجود الحياة.
التفت لزملائه من العلماء، وقال: هل ترون أنه
من الممكن أن تكون هذه الآلاف من القوانين التي وجدت حسب معايير معينة لكل منها
على حدة وجدت هكذا صدفة؟
وهل يمكن اعتبار كافة العوامل التي وفرت
الحياة على هذه الأرض، وهي تعد بالملايين، حتى أنها لو وضعت إلى جانب بعضها لشكلت
بمجموعها سلسلة لا تنتهي من المعجزات.. هل يمكن اعتبارها عوامل عشوائية لم توضع
بقصد ولاحكمة؟
ثم التفت للحضور، وقال: لقد عبر الكثير من العلماء
والباحثين عن هذه الحقيقة
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 142