responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135

وتركت أماكنها في الجدول الدوري خالية تنتظر الكشف عنها.. ولا يزال الكيميائيون حتى اليوم، يستخدمون هذا الجدول ليساعدهم في دراسة التفاعلات الكيماوية والتنبؤ بخواص العناصر والمركبات، ولا شك أن نجاحهم في هذا السبيل يعد دليلا على ما يسود العالم غير العضوي من نظام بديع.

تقدم من هولباخ، وقال: ألم تتأمل صديقي العزيز في كون هذا النظام الذي نشاهده في العالم من حولنا ليس مظهرا من مظاهر القدرة على كل شيء فحسب، بل إنه يتصف فوق ذلك بالحكمة والاتجاه نحو تحقيق صالح الإنسان، مما يدل على أن اهتمام الخالق بنفع عباده لا يقل عن اهتمامه بالسنن والقوانين التي تنظم هذا الوجود.

انظر من حولك إلى الحكمة البالغة التي ينطوي عليها خروج بعض الظواهر عن العادة أو المألوف. فالماء مثلا، يتوقع الإنسان من وزنه الجزيئي (18) أن يكون غازيا تحت درجة الحرارة المعتادة والنمط المعتاد، فالنوشادر مثلا ووزنها الجزيئي (17) تكون غازية عند درجة حرارة ناقص 73 وتحت الضغط الجوي المعتاد، وكبريتور الأيدروجين الذي يعتبر قريبا في خواصه من الماء بحكم وضعه في الجدول الدوري وله وزن جزيئي قدرة 34، يكون غازيا عند درجة حرارة ناقص 59. ولذلك فإن وجود الماء على الحالة السائلة في درجة الحرارة المعتادة يجعل الإنسان يقف ويفكر.

ليس هذا فقط هو التحدي الذي يقوم به الماء في مواجهة القوانين التي تحكم الكثير من العناصر.. ولكن للماء فوق ذلك خواص كثيرة لولها ما وجدت الحياة، ولا استمرت.. وهي في مجموعها دليل على التصميم والتدبير، فالماء يغطي نحو ثلاثة أرباع سطح الأرض، وهو بذلك يؤثر تأثيرا بالغا على الجو السائد ودرجة الحرارة.

ولو أنه تجرد من بعض خواصه لظهرت على سطح الأرض تغيرات في درجة الحرارة تؤدي إلى حدوث الكوارث.. فللماء درجة ذوبان مرتفعة.. وهو يبقى سائلا فترة طويلة من

نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست