نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104
ومتأثرا بكتبه، لكن سرعان ما جذبتني
الأطروحات الإلحادية الجديدة، لا بسبب علميتها، وإنما بسبب ما تتيحه لأصحابها من
فرص الشهرة والمال والجاه.
ولهذا أنا أقر الآن بين أيديكم عن تراجعي عن
كل أفكاري السابقة التي جرني إليها جهلي وغروري وكبريائي.
طبعا هذا ليس موقفا آنيا لحظيا مستعجلا..
وإنما هو وليد أبحاث كثيرة سابقة.. لكني لم أتجرأ بالتصريح إلا الآن..
سكت قليلا، ثم قال: لقد كان التفكير في
الثوابت الكونية ودقتها هو السبب الذي جعلني أرى أنه من المستحيل أن يقوم الكون من
دون إله.. ومن المستحيل أن تكون الصدفة، ولا غيرها السبب في ذلك.
قام رجل من البلدة، وقال: هلا شرحت لنا
بتفصيل ذلك.
قال ماكس[1]: أجل..
يسرني ذلك.. لقد وجدت أنه ـ على عكس ما يظن دعاة الإلحاد الجديد ـ أنه كلما تطورت
قدراتنا على فهم الكون وقوانينه نجد دلائل أقوى على التعقيد الهائل والتصميم
الدقيق الذي لو لم ينضبط ضمن أقل تفصيل من تفاصيله لكانت الحياة مستحيلة فيه.
ووجدت أن من أقوى الأدلة على الضبط الدقيق لهذا
الكون ذلك التصميم البديع للكون، والمبني على قوانين تم ضبطها وتنميقها بدقة، وبشكل
هادف وموجه للسماح بتكون الظروف المناسبة لنشوء حياة في هذا الكون.. ويعبر عن هذه القيم
الفيزيائية الثابتة بالثوابت الكونية.
فبعد الأرض عن الشمس بمسافة دقيقة جدا ثابت
كوني للمحافظة على الماء بشكله
[1]
انظر لتبسيط
الموضوع أكثر مقالا مهما مدعما بالصور والتوضيحات بعنوان: الضبط الكوني الدقيق
والثوابت الفيزيائية، فادي السويطي..
نام کتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 104