نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 356
بعد كل تلك الحوارات والشهادات قررت أن
أجرب التواصل مع الله بنفسي، لكني لم أجربه كما يجربه أولئك المستكبرون الذين
يقفون أمام الملأ، ويتحدون الله بأن يحقق لهم رغباتهم حتى يمنوا عليه بالاعتراف به
والإذعان له.. فقد رأيت أن ذلك مسلك تضليلي، وحتى البشر لا يقبلونه لأنفسهم، فهو
إذلال للآخر، وليس طلبا له أو منه.
ولذلك رحت بكل تواضع وأدب وسكون أختلي
وحدي مع الله، وأخاطبه بكل رقة وحنان وأدب وعبودية، وأقول له: يا رب لقد امتلأ
عقلي بالوساوس التي تصرفني عنك، فإن كنت موجودا وقادرا فقيض لي من وسائط هدايتك ما
يدلني عليك.. واقذف في قلبي الإيمان لأعرفك، وأتأدب بين يديك.
ما فعلت هذا حتى شعرت براحة نفسية
عميقة، ثم شعرت بعدها بأنوار تتنزل علي، ثم ما لبثت حتى وجدت وسائط الهداية الذين
علموني كيف أتعامل مع الله، وكيف أقضي عمري جميعا في صحبته والتواصل معه.
برهان القيم:
بعد أن أنهى
الرجل الأول حديثه، قام آخر، وقال: بعد أن حدثكم صديقي وأخي عن [برهان التواصل]،
وكيف خرج به من ظلمات الجهل والغواية إلى نور الإيمان والهداية.. فاسمعوا حديثي عن
برهان من براهين الهداية المبينة، أطلقت عليه اسم [برهان القيم].. وهو برهان يدل
على الله من كل الوجوه، وبكل المقدمات، وبجميع اللغات..
وقد دفعني إلى
هذا البرهان ما وجدت عليه من رذائل وانحرافات في المجتمعات الملحدة، أو فيمن تبنى
الإلحاد فكرا أو عقيدة أو سلوكا.. وفهم سر ذلك ليس صعبا، ذلك أن الملحد لا يعتقد
بأي ضوابط أخلاقية.. وفي حال اعتقاده بها، فهو يرى أنه هو وحده من يضع تلك
الضوابط، ولا يحق لأحد غيره أن يفرضه عليها.. وفي التنفيذ لا يرى نفسه ملزما بها،
لأنه لا يخاف أي عقوبة على انحرافه، ولا يرجو أي جزاء على استقامته.. ذلك أن نظرية
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 356