responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31

المدلول، الذي هو معرفة وجود الله طبيعياًّ..

وبهذا الكلام ينقطع دابر كل شبهة تحوم حول المقدمة الأولى لدليل إثبات الواجب.. فإن كان لكم ـ سيدي القاضي أو للحضور الكرام ـ شبهة أخرى، فأنا مستعد لجوابها هنا.

قام رجل، وقال[1]: صدقت في كل ما ذكرت.. ولكن لم لا تعتبر علة وجود العالم هي قوانين الكون نفسها.. أو هي الطبيعة.. لم يشترط أن يكون ذلك هو الله.. أو واجب الوجود، كما ذكرت؟

قام آخر، وقال: ألا ترى أن الكون فيه أنظمة وقوانين تُسيِّره؛ وهو بذلك ليس بحاجة إلى خالق يدبر أموره؟

قال آخر: العالم تحكُمُه قوانين، ولسنا بحاجة إلى أن نفترضَ وراء القوانين خالقًا.

قال آخر: قوانينَ الكون هي التي تحكُمُ الكون، ولا داعيَ للقول بوجود خالق يدبِّرُ أمر الكون ويُسيِّرُه.

ابتسم الفيلسوف، وقال: مع احترامي الشديد لكم أيها السادة إلا أن قولكم هذا يشبه من يعتقد أن القوانين التي تعمَل بها السيارة يمكن أن تُسيِّر السيارةَ دون الحاجة لمن يقُودها.. ومثله مثل من يعتقد أن القوانين التي تعمل بها الطائرة يمكن أن تجعَلها تطير دون الحاجة لمن يقودها.. ومثله مثل من يعتقد أن القوانينَ الحسابية يمكن أن تُجريَ عملية حسابية دون الحاجة إلى محاسبٍ مالي.

ولا يخفى عليكم ـ سادتي الكرام ـ تفاهةُ هذا الاعتقاد.. إذ قوانينُ الكون ليست عندها المقدرة على تدبير وتسييرِ الكون، سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة.. فقوانين السيارة ليست عندها المقدرة على قيادة السيارة، سواء أكانت مجتمعة أم متفرقة.. وقوانين الطائرة ليست


[1] اقتبسنا بعض المعلومات الواردة هنا من مقال بعنوان: مغالطات أكذوبة الملاحدة: أن الكونَ يسير بقوانينَ؛ فلا يحتاج إلى خالق ليدبِّرَ أمره..

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست