نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263
قال: أنا أقر بين
أيديكم بأن كشف سر الرحمة في هذا يتطلب الإيمان بجميع الحقائق، وأولها الثقة في
الله وفي حكمته ولطفه وتدبيره لخلقه، فهو أعلم بهم، وأدرى بمصالحهم، وما نجهله من
ذلك في الوقت الحالي قد يكشف في يوم من الأيام، فلذلك لا يصح أن نستعجل.
ولذلك علينا أن
نحيل علم تفاصيل الرحمة المنطوية في ظل هذه الآلام إلى الله تعالى، لأنه أخبرنا
بأن رحمته وسعت كل شيء، وأن المزيج المؤلم الذي يختلط برحمته هو مزيج يرتبط
بالكسب، لا بالرحمة والمقادير.. فلذلك، إذا جهلنا سرا ما نلجئه إلى هذه المعرفة
التي برهنت عليها كل الدلائل.
بالإضافة إلى ذلك،
فإن من أسماء الله تعالى (الشكور) ، وهو يعني أن الله تعالى برحمته قد يستسخر من
خلقه من يقوم بوظيفة معينة إظهارا لحكمة من حكمه أو لمقتضى من مقتضيات أسمائه
الحسنى، فإذا قام ذلك المستسخر بتلك الوظيفة جازاه عليها أضعاف أضعاف الآلام التي
تحملها.
فلذلك كان من حكمة
الله التي اقتضاها وجود الكون بهذه الصورة أن توجد الآلام التي قد نتوهمها آلاما
محضة، ولكنها في حقيقتها تنطوي على رحمة خفية إما في ذات وجودها، أو بما يترتب
عليها.
فلذلك من حكمة الله
أن يستسخر هؤلاء لتحمل بعض الآلام اللحظية ليستوفوا بعد ذلك أجورا تتناسب مع شكر
الله وجوده.
ولو أنا نرى أن
الله تعالى يخفف عنهم الآلام إلى درجة قد لا يحسون بها، وإلى ذلك الإشارة بما أخبر
عنه a من أن (الشهيد لا مس القتل إلا كما يجد أحدكم مس
القرصة
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 263