نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261
النَّاسُ أَنْ
يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ﴾ (العنكبوت:2)، فقد أخبر تعالى أن من مقتضيات ادعاء الإيمان
الابتلاء حتى يعلم الصادق من الكاذب، ومن يؤثر الله، ومن يؤثر هواه..
وأما الجواب
الثالث، فقد عبر عنه بعضهم عندما
سئل:(أيما أفضل للرجل أن يمكن أو يبتلى؟)، فقال: (لا يمكن حتى يبتلى، فإن الله
ابتلى نوحا وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمدا ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ فلما
صبروا مكنهم)
فالله تعالى ـ
بحكمته المطلقة ـ يربي عباده الصالحين الذين جعلهم وسائط للهداية والرحمة بينه
وبين خلقه بأنواع البلاء المتناسب مع نوع الرسالة التي يكلفون بها.
ومثل ذلك مثل من
يريد تعلم صناعة معينة، فإنه يحتاج إلى التدريب الذي يتناسب مع تلك الصناعة، فإن
نجح فيه أهل ومكن من صناعته، وإن لم ينجح طرد وأبعد عنها.
وقد ضرب الله تعالى
الأمثلة القرآنية الكثيرة على ذلك، ولعل أوضحها ما حكاه عن نبيين كريمين هما يوسف
وموسى ـ عليهما السلام ـ فإن الله تعالى دربهما بصنوف البلاء ليتمكنا من أداء
الوظيفة التي كلفا بها.
وأما الجواب الرابع،
فهو أن العارفين الذين يعتبرون
أفعال الله تعالى فيهم وفي غيرهم رسائل رحمة ومودة لا يفهمون من تلك الأنات
والبلايا إلا أنها حروف من الله تشهدهم وجود فاقتهم، وتشعرهم بحقيقتهم، لتشغلهم
بالله عن أنفسهم، ولهذا قيل: إن السبب الذي حمل فرعون على قوله: ﴿أَنَا
رَبُّكُمْ الْأَعْلَى﴾ (النازعات:24) طول العافية والغنى.
***
قام رجل من القوم،
وقال: نعم إن المزيج الذي مزجت به هذه الآلام هو نتيجة حتمية لأفعال المكلفين، أو
لها علاقة بتهذيبهم، أو لها علاقة برفع درجاتهم وتقريبهم من ربهم وتعريفهم به، لكن
ما القول في الآلام المحضة التي يعاني مرارتها الذين لم يمنحهم الرحيم
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 261