responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259

مجاهدة ـ بهذه المعرفة وذلك الوصول؟

ابتسم الشيخ، وقال: إن الأمر لو لم يكن بهذه الصفة، لما كانت النشأَة الإِنسانية إِنسانية، بل كانت ملكية، ولما كان الإنسان حينها إنسانا بل كان ملاكا.

قال الرجل: فلماذا لم أكن ملاكا، وينتهي الأمر؟

قال الشيخ: أنت تقول هذا، لأنك لا تعلم قيمة النشأة الإنسانية، فهي في منتهى السمو والرفعة، بل إن الإنسان فهرس العالم الأكبر، وجامع تفاصيله.. والله تعالى أنعم على الإنسان بأن جعله عالماً متوسطاً بين ملكه، وهو عالم الشهادة، وملكوته وهو عالم الغيب، ولم يجعله ملكياً محضاً ولا ملكوتياً محضاً، بل جعل فيه من كلا العالمين ليعلمه جلالة قدره بين مخلوقاته، حيث جمعت بين الظاهر والباطن، وبين الجسمانيات والروحانيات، فانطوى فيه العالم الأكبر.

***

قام رجل آخر، وقال: نعم، إن كسب الإنسان هو الذي يحول الخير شرا والعافية بلاء، والجمال دمامة، ولكن ما القول في أولئك الصالحين العارفين الذين يتربعون على عروش الولاية، والذين يمتلئ كيانهم بجميع الأنوار، ولا يعرج منهم إلى ربهم إلا الحسنات المتلألئة العظيمة، فكيف يجازون بالبلاء الذي تنهد له الجبال؟

قال: لذلك حكم كثيرة لا يمكن تفصيلها جميعا هنا.. لكني أقتصر على بعضها فقط[1].. فمنها أن الصالحين يعطيهم الله من القوة والإيمان بحيث يواجهون البلاء بالابتسامة العذبة، ويرونه هدايا جزيلة من محبوبهم تعالى الذي فنوا بمحبته عن كل ألم، فلذلك (لو أصبحت الكرة الارضية قنبلة مُدمِّرة وانفجرت، فلربما لا تخيف عابداً لله ذا قلب


[1] انظر في تفاصيل هذا رسالة (ابتسامة الأنين)

نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست