نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 221
النظام البديع
في تلك اللحظات،
جاءني رجل على أريكته العجيبة المتحركة، واقترب مني، وقال: كما أن الصنعة تحتاج إلى صانع.. والتصميم إلى مصمم، والإبداع إلى مبدع..
فالنظام ـ كذلك ـ يحتاج إلى منظم.. فهلم بنا إلى روضة [النظام البديع]، لتسمع من رفاقي في الإيمان كيف رحلوا من
النظام إلى المنظم، كما رحل أهل هذه الروضة من الصنعة إلى الصانع.
سرت معه بين تلك
الجنات، كما طلب مني، إلى أن رأيت روضة جميلة لا تختلف عن سائر الروضات في جمالها
وإتقانها، وقد كان مما أثار إعجابي بها ذلك النظام الذي بدت به، وهو نظام لا يمكن
تصويره، ولا التعبير عنه..
برهان الثبات:
ما إن وصلنا،
واستقر بنا المجلس في تلك الروضة البديعة، وسلمت على ذلك الجمع المنور بنور
الإيمان، وسلموا علي، حتى قال أحدهم مخاطبا رسولهم الذي جاء بي إليهم: فلتبدأ أنت
يا صاحب النفس الطاهرة، والعقل السليم لتحدثنا عن رحلتك إلى الله، وكيف تمت، وكيف
خرجت من سجون الملاحدة وجحيمهم، لتنال فضل الله بالدخول إلى روضات جنات المؤمنين؟
قال: لا أزال
أذكر تلك الأيام جيدا، حينها كنت أجمع بين تخصصين علميين: تخصص في العلوم
القانونية، وتخصص في العلوم المادية.. وقد كان من فضل الله علي الجمع بين ذينك
التخصصين.. فقد كان الأول هو من دعاني لتصحيح أخطائي عن الثاني.. وكان الثاني هو
ملهمي في تعديل بعض أفكاري في التخصص الأول.
لقد كان مما شد
انتباهي في الكون، كما شد انتباهي في المجتمعات القوانين التي تحكمها، فقد كنت أرى
أن ثبات القوانين وحزمها ودقتها هي وحدها الكفيلة بتنظيم
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 221