نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16
قال: صدق فرنسيس
بيكون.. لقد كان في يوم من الأيام صديقي.. والحمد لله كانت نصيحته تلك سببا من
أسباب هدايتي.
قلت: فهلا
حدثتني عن ذلك.
قال: هلم بنا
نجلس إلى تلك الأرائك حيث يجتمع أصحابي، وهناك ستسمع مني ومنهم.
برهان العلية:
جلسنا في حلقة
من الحلقات، وبمجرد جلوسنا اقتربت أرائك الإخوان المنورين بنور الإيمان من بعضها
بحركات آلية في منتهى الدقة والجمال، مما جعلني أعيش قوله تعالى في وصف أهل الجنة:
﴿إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: 47]
كان الجو ممتلئا
بالأنوار الجميلة الهادئة.. وكان النسيم مملوءا بالعطر الفواح الطيب.. فانشرحت
نفسي انشراحا شديدا، ورحت أقول من حيث لا أشعر: هلم بنا إلى الحديث عن سر وجودكم
هنا.. فما أرسلني معلمي معلم الإيمان إلا لهذا؟
قال أحدهم، وهو
صاحبي الذي جاء بي إلى ذلك المجلس: ﴿إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51) يَقُولُ
أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (52) أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا
وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (53)﴾ [الصافات: 51-53].. ويقول لي: هل
تصدق حقا أن هناك إله في هذا الوجود.. فإن كان هناك إله، فأين هو، ولم لا نراه،
ولم لا يظهر لنا نفسه؟
وكنت أصدقه في
كثير مما يقوله تبعية طوعية مني، لانبهاري بالكثير من منجزاته، والتي جعلتني أعطيه
العصمة المطلقة، وأقول في نفسي: يستحيل على من استطاع أن يصل إلى كل ذلك المال
والجاه، وأن يصطاد كل تلك القلوب والعقول، أن يكون كاذبا فيما ادعي..
لكن الله بفضله
الكريم خلصني منه بواقعة بسيطة وقعت لي، لم أكن أعلم أنها
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 16