نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141
صاحب النعم هو مغيرها، تجدهم ينسبون كل
شيء للطبيعة، بل يتهمون الله بأنه صانع للشرور، ويروحون يجحدونه بسبب ذلك.
قلت: لقد ذكر الله ذلك الموقف عن قوم
فرعون، فقال: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ
بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ
فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ
(136) ﴾ [الأعراف: 135 - 137]
قال: وهذه سنة الله مع عباده.. فالنعم
رسول من رسل الهداية.. فمن رآها بقلب طاهر وعقل سليم عرج بها في سموات الحقائق
لينال نعما أعظم، ورعاية أكرم.. لكنه إن لم يلتفت لها، وحجب عنها، وجحدها كانت
مصيدة من مصايد الهلاك، ومنهجا من مناهج الخسران.
قلت: أجل.. واسمح لي أني لم أتعرف
إليك.. فمن أنت؟ ومن أي روضة من رياض الجنان التي أراها؟
قال: أنا عبد من عباد الله المتمرغين في
نعمه، المستضافين في دار ضيافته.. أما روضتي فهي [روضة العناية الرحيمة].. فقد
كانت عناية الله هي الطريق الذي عرفنا به ربنا وعبدناه.. وكانت هي ملاذنا الذي
فررنا به من جحيم الإلحاد إلى جنات الإيمان.
قلت: فهلم بنا إليها.. فما أجملها من
روضة، وما أعقلها من براهين.
***
سرنا بين روضات
كثيرة مملتئة بالجمال إلى أن وصلنا إلى روضة العناية الرحيمة، وقد دهشت لجمالها
وبهائها وكثرة النعم المفاضة عليها.. ولكن كل تلك الدهشة لم تكن تعدل جزءا من
دهشتي لكثرة أولئك الطيبين الذين اجتمعوا يتحدثون عن سر وجودهم في تلك الروضة..
فقد كانوا كثيرين جدا، بحيث لم أستطع عدهم، وكأنهم شعوب كثيرة اجتمعت في تلك
الروضة.. والعجب أنها وسعتهم جميعا.
سألت صاحبي عن
سر ذلك، فقال لي: إن كل واحد من هؤلاء جذب إلى الله بنوع
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 141