نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132
الصالح وإن كان
صافياً، فإنه ليس يتضح فيه جلية الحق لأنه ليس يطلب الحق وليس محاذياً بمرآته شطر
المطلوب..
وأما الرابع،
فالحجاب.. فإن المطيع القاهر لشهواته المتجرد الفكر في حقيقة من الحقائق قد لا
ينكشف له ذلك لكونه محجوباً عنه باعتقاد سبق إليه منذ الصبا على سبيل التقليد
والقبول بحسن الظن، فإن ذلك يحول بينه وبين حقيقة الحق ويمنع من أن ينكشف في قلبه
خلاف ما تلقفه من ظاهر التقليد..
وأما الخامس،
فالجهل بالجهة التي يقع منها العثور على المطلوب، فإن طالب العلم ليس يمكنه أن
يحصل العلم بالمجهول إلا بالتذكر للعلوم التي تناسب مطلوبه حتى إذا تذكرها ورتبها
في نفسه ترتيباً مخصوصاً يعرفه العلماء بطرق الاعتبار، فعند ذلك يكون قد عثر على
جهة المطلوب فتنجلى حقيقة المطلوب لقلبه، فإن العلوم المطلوبة التي ليست فطرية لا
تقتنص إلا بشبكة العلوم الحاصلة، بل كل علم لا يحصل إلا من علمين سابقين يأتلفا
ويزدوجان على وجه الخصوص فيحصل من ازدواجهما علم ثالث.
قلت: أهذه هي
الأسباب المانعة للقلوب من معرفة حقائق الأمور؟
قال: أجل.. فكل
قلب هو بالفطرة صالح لمعرفة الحقائق، لأنه أمر رباني شريف فارق سائر جواهر العالم
بهذه الخاصية والشرف.
***
قلت: ولكن العجب
لا يزال يحول بيني وبين فهم ما تقول.. فأنت بقولك هذا تجعل الإنسان تلميذا لمصادر
خارجية غير العقل وغير الحواس.. بل غير أساتذته الذين يدرس على يديهم.
قال: أجل.. ففي
وجداننا من الأساتذة والمعلمين والمربين من يغنونا عن كثير من المدارس التي تراها.
نام کتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 132