نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9
مقدمة الكتاب
من الأساليب التي يستعملها الملاحدة
قديما وحديثا في مناقشاتهم مع المؤمنين من أهل الأديان المختلفة، ما يطلق عليه (الشخصنة)[1]،
وهي
التركيز على الأشخاص بدل الحقائق، على الرغم من نقدهم الشديد لما يسمونه التيارات
السلفية والراديكالية والأصولية، وعلى الرغم من تبجحهم بكونهم من أهل العلم
والحقيقة والعقل.
إلا أننا عندما نستقرئ كتاباتهم نجد ذلك
التضخيم المبالغ فيه لكل ملحد مهما كانت رتبته من الثقافة والفكر.. فهو عندهم
عبقري ما دام قد صرح بالإلحاد.. وهو عندهم أبله وغبي ورجعي ما دام محافظا على
إيمانه.. بغض النظر عن طروحاته التي يطرحها.
وكمثال على ذلك موقفهم من الملحد العربي
[عبد الله القصيمي]، فهو مع كونه قبل إلحاده كان أصوليا سلفيا متطرفا، كتب يدافع
عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والطروحات السلفية المتشددة، ويشن هجوماته على
المخالفين لهم، إلا أنه وبمجرد تصريحه بإلحاده تحول عندهم إلى رمز للعبقرية
والتفكير المنطقي.
وهكذا نراهم يضخمون [إسماعيل
مظهر] ذلك الشاب البسيط الذي لم يخلف أي ثروة علمية، ولا أي إنتاج فكري، لسبب بسيط،
هو تأليفه لرسالة هزيلة لا تمت بصلة للفلسفة ولا للعلم عنونها بـ [لماذا أنا ملحد]،
وتراهم يستعملون كل الوسائل للدفاع عنه، وعن كونه لم ينتحر، بل يتهمون المؤمنين بقتله
من غير بينة ولا دليل.
وهكذا نراهم يمجدون الحداثيين، لا لشيء،
وإنما لموقفهم المتشدد من الدين، ومن مصادره المقدسة، على الرغم من أن هؤلاء الذين
يمجدونهم لم يقدموا أي بديل
[1] تُعرّف الشخصنة على أنها
الحكم على الآخرين، أو على أفكارهم، ووجهات نظرهم، وتصرفاتهم، من مُنطلق شخصيّ أو
رؤية شخصيّة، ويُقال في اللغة العربية شَخْصَن الفكرة؛ أي شرحها من وجهة نظره
الشخصيّة، أو أعطى الأمر صبغةً شخصيّة.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 9