نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 273
كانوا كثيرين جدا.. وكانوا متشكلين
على شكل جماعات مختلفة، ويبذلون جهودا كبيرة في حفر بعض الصخور التي لم أدر سبب
حفرهم لها.. وكانت شظايا الصخور تتطاير عليهم، فتسيل دماؤهم التي تختلط مع التراب،
فتزيد في تشويههم.
هربرت
سبنسر:
بينما كنت منشغلا بالعجب من حالتهم
إذ سمعت صوتا عاليا يصدر من بعض الجهات، فالتفت إليه، فإذا به قزم من الأقزام يصيح
في أصحابه قائلا: هيا أسرعوا.. لابد أن ننتهي من هذه الصخور اليوم.. فهناك صخور
كثيرة تنتظرنا.. صخور لا نهاية لها.. فاعملوا لتبنوا قصركم الأكبر .. قصر الإنسان
الكامل.. فأنتم عصارة البشرية.. وأنتم آخر سلسلة التطور.. والبقاء لكم .. لا
لغيركم.. فلا بقاء إلا للأقوى والأصلح.
قال ذلك، ثم قام بطرق بعض الصخور
بمطرقته الضخمة مقارنة بحجمه، ثم مسح العرق عن جبينه، وقال: لاشك أنكم لم
تعرفوني.. فأنا [ربرت سبنسر[1]]..
أنا ذلك الفيلسوف الكبير الذي استطاع أن يكتشف أسرار التاريخ وحركته.. وأسرار الإنسانية
والقبلة التي تتجه إليها.. أنا سبنسر .. صاحب شعار [البقاء للأصلح].. يخطئ من يذكر
أن هذه المقولة لدارون.. دارون لم يقلها.. بل أنا الذي قلتها.. ولو أن دارون
قالها، فإنما اقتبسها مني.
أنا صاحب نظرية [الدارونية الاجتماعية]..
لعلكم لم تسمعوا بها.. فدعوني أشرحها لكم..
لاشك أنكم تعلمون أن نظرية التطور
الطبيعية تنص على أن هناك صراعًا بين أنواع
[1]
ربرت سبنسر (1820، 1903): فيلسوف بريطاني، مؤلف كتاب [الرجل ضد الدولة]، وهو أحد
أكبر المفكرين الإنجليز تأثيرا في نهاية القرن التاسع عشر، وهو الأب الثاني لعلم
الاجتماع بعد أوجست كونت الفرنسي، اشتهر بنظريته عن التطور الاجتماعي.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 273