نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 268
إضرام حرائق الفتيل لدك الأسس
الحضارية للمجتمعات وسفك الدماء البريئة، ليعقبها قيام نظام دكتاتوري رهيب يفرض
سيطرته بقوة الحديد والنار على جموع الشعب، وما يلازم ذلك من تقييد الحريات وخنق
الأفكار وإخماد التطلعات المشروعة نحو حياة أفضل ومستقبل أمثل)[1]
وقال صديقنا الذي تحول إلى عدو لدود
لنا:(إن أية ثقافة أو فن لا يتفق مع آراء الحزب يعتبر شكليا، ويدفن ويسخر منه ولا
يستطيع أن يرى النور)[2]
لم يكن للكاتب والمبدع في ظل
الاستبداد الذي أنشأناه إلا ثلاثة خيارات:
إما الهرب إلى الدول الغربية ـ إن
تسنى له ذلك ـ وهذه ظاهرة كبيرة في الدول الإشتراكية، فقد هجرت الأدمغة هذه
الأوطان التي عاشت فيها.
وإما أن يتخلص من الحياة بالإنتحار
أو الشذوذ النفسي والتمرد.
وإما أن يجد مكانة بين المصفقين
الذين يحرقون البخور ويهللون ويكبرون باسم الحزب، ويدفن جميع أفكاره لتصبح الحياة
وقيمها عنده لقمة غذاء أو خرقة كساء.
لكم وجهه لكمات كثيرة، ثم قال: وأخيرا
انهارت امبراطورية الاستبداد التي أسسناها.. وكان لا بد أن تنهار كما تنهار كل الامبراطوريات..
لقد انهارت امبراطوريتنا ـ التي أرادت أن تزاحم الله ـ في معاقلها بعد قرابة سبعين
عاماً من قيام الحكم الشيوعي، وبعد أربعين عاماً من تطبيق أفكارها في أوروبا
الشرقية.
لقد أعلن كبار خلفائنا من المستبدين
في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أن الكثير من المبادئ الماركسية لم تعد صالحة
للبقاء، وليس بمقدورها أن تواجه مشاكل ومتطلبات العصر.