نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227
مصارعون
سرنا إلى الجناح الخامس في فندق
الملاحدة، وقد كتب على بابه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا
قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا
تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾ [الفرقان: 60]
سألت المرشد عن الآية، وعلاقتها بهذا
الجناح، فقال: هذا جناح المصارعين..
قلت: المصارعون .. عجبا .. لم أكن
أعلم أن في هذا الفندق محلا خاصا للمصارعة.. ما نوع المصارعة التي تمارس هنا؟
قال: هنا تمارس كل أنواع المصارعة،
ابتداء من المصارعة مع الله إلى المصارعة مع الكون والبشر، وكل شيء.. أهل هذا
الجناح يتصورون أنه لا يمكن أن تستقر الحياة، ولا أن تستمر دون أن يصارع أصحابها
بعضهم.
قلت: لكن ما علاقة هذا بالإلحاد؟
قال: أول شيء يفعله الملحد مصارعته
لربه.. وعدم سلامه أو استسلامه له..
قلت: لقد عرفت هذا في جناح
الوجودية.. فهم يتصورون أن الله سيسلبهم حريتهم لو آمنوا به.. لذلك آثروا أن
يغمضوا أعينهم عن آياته.. ويصموا آذانه عن نداءاته، حتى لا تحجبهم معرفته عن
حقيقتهم وحريتهم.
قال: ومثلهم التنويريون، فقد تصوروا
أن إيمانهم بالله سيسلبهم عقولهم وحضارتهم ورفاههم، لذلك راحوا يستعملون كل حيلة
ليجحدوه.
قلت: وهكذا الحسيون الذين توهموا أن
إيمانهم بالله يتصارع مع عقولهم وحواسهم.. وأن الحقيقة فقط ما تريه إياه مداركهم.
قال: وهكذا كل الملاحدة مصارعون.
نام کتاب : ما قاله الملاحدة.. ولم يسجله التاريخ نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 227